الذكر مِن أنفعِ العباداتِ وأعظمها وقد جاء في فضلِهِ الكثير مِن الآيات، والكثير من الأحاديث النَّبويِّة الشَّريفة.
حُضور القلب في الذكر :
يقولُ تعالى :” وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ
مِنَ الْغَافِلِين َ”
وقد جاءَ في تفسير الآية _ تفسير السَّعدي _الذكر للهِ تعالى ، يكونُ
بالقلبِ ، ويكونُ باللِّسانِ ، ويكون بهما ، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله
،فأمر الله ، عبده ورسوله محمَّدا أصلاً ، وغيره تبعاً ،
بذكر ربَّه في نفسه أيّ :مخلصاً خالياً ،” تضرعا “: بلسانكَ ، مكرراً
لأنواعِ الذكر ،” وخيفة “: في قلبكَ بأن تكونَ خائفاً مِن الله ،وجل القلب
منه ، خوفاً أن يكونَ عملكَ غير مقبولٍ ،وعلامة الخوف أن يسعى ويجتهدَ ، في
تكميلِ العمل وإصلاحه ، والنُّصح به .
وللذكر درجاتٌ :
قالَ ابنُ القيم رحمه الله :” وهي [أيُّ أنواع الذكر] تكونُ:
1- بالقلبِ واللِّسانِ تارةً ، وذلك أفضل الذكر
3- وباللِّسانِ وحدهُ تارةً وهي الدَّرجة الثـَّالثة
2- وبالقلبِ وحدهُ تارةً ،وهي الدَّرجة الثـَّانيـِّة
فأفضلُ الذكرِ ما تواطأ عليه القلب واللَّسان ،وإنَّما كانَ ذكر القلب
وحدهُ أفضل من ذكرِ اللِّسان وحدهُ ؛ لأنَّ:ذكر القلبِ يُثمر المعرفة ،
ويهيجُ المحبة ، ويثيرُ الحياء ،ويبعثُ على المخافةِ ، ويدعو إلى المراقبةِ
،ويزع ( أيّ : يمنع ) عن التـَّقصير في الطـَّاعات والتَّهاون في المعاصي
والسَّيئات .
وذكر اللِّسان وحدهُ لا يُوجبُ شيئاً منها ، فثمرته ضعيفة “.فأمَّا
الذكر باللِّسان والقلب لاهٍ فهو قليل الجدوى،لأنَّ رسولَ الله صلَّى الله
عليه وسلَّم قالَ:{ اعلموا أنَّ اللهَ لا يقبل الدُّعاء مِن قلبٍ لاهٍ
}رواه الحاكم و التَّرمذي وحسنه.
أحضر قلبكَ فقلبكَ يحتاجُ للذكرِ:
قال تعالى:” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ
أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [الرعد:28].منقول
التوقيع: