السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُروَى أن الإمام مالك رحمه الله كان يستأذن أصحابه بعد انتهاء درس العلم ليجلس مع الصحابة ساعة، فيدارس كتبهم، ويقرأ قصصهم، فتنطبع في نفسه تلك القدوة، الّتي لم يقدر له أن يعيش معهم، فإن حرم معاشرتهم الحية، فسيرتهم زاد له على الطريق. ومن المهم ونحن في رحاب شهر رمضان أن نقف مع الصحابة والسلف الصالح وقفات عميقة، نستعرض طرفًا من سيرتهم العطرة في شهر رمضان؛ لتكون لنا زادًا وقدوة على الطريق:
الإكثار من الدعاء بالمغفرة: فقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا أفطر يقول: ''اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك الّتي وسعت كل شيء أن تغفر لي''.
الاهتمام بالقرآن الكريم اهتمامًا خاصًا: ففي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنه أخبرها ''أن جبريل (عليه السلام) كان يعارضه القرآن كل عام مرّة وأنه عارضه في عام وفاته مرّتين'' (متفق عليه).
الخلوة للعبادة: فقد ورد عن نافع مولى ابن عمر أنه قال: ''كان ابن عمر (رضي الله عنهما) يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف النّاس من المسجد أخذ إداوة من ماء، ثمّ يخرج إلى مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، ثمّ لا يخرج منه حتّى يصلي فيه الصبح''.
الجـود والكـرم: عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: ''كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أجود النّاس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان...'' الحديث (متفق عليه).
التقليل من الطعام: قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان أكلتين. حفظ اللسان وقلّة الكلام وتوقي الكذب: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): ''مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' (أخرجه البخاري).
الاجتهاد في العشر الأواخر: فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: ''كان النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) إذا دخل العشر أحيَا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر'' (رواه البخاري ومسلم).