مصر خدعت الجزائر بحيلة المصالحة و الكرة النظيفة
برهنت مصر كعادتها على المكر و الضغينة التي تكنها للجزائر و الجزائريين، من خلال كذبها على وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي، الذي للأسف صدق مزاعم أبو الغيظ، حول التهدئة و التحكم و التعامل مع الوضع بعين العقل، و خاصة طلبه المتعلق بعد إرسال مناصري "الخضر" لبانغيلا.
لأنه في الحقيقة "الفراعنة" يرعبهم حضور المشجعين الجزائريين و خافوا من تكرار سيناريو أم درمان، و خافوا من تكرار الهزيمة، و فضلوا شراء الحكم البنيني و التسارع للكذب على المسؤولين الجزائريين، الذي صدقوهم بسذاجة، و منعوا تنقل المناصرين لانغولا، بالرغم من أن الجزائر كانت قادرة على فتح جسر جوي مثل الذي فتحوه باتجاه السودان في 18 نوفمبر الفارط.
و كما شاهد ملايين المتفرجين على "مهزلة" بانيغلا أمس الخميس، ظهر المنتخب المصري في قمة "الرخس"، حيث لم يتماسك المدرب المصري حسن شحاتة أمام البطاقة الحمراء التي تلقاها المدافع الجزائري رفيق حليش و راح يصفق أمام كاميرات العالم بأسره، حيث كان يدرك شحاتة بأن قوة المنتخب الوطني كانت تكمن في حليش بما يتعلق بالدفاع، و أكد بأن الأمر كان محسوم و محسوب قبل المباراة.
كما شهد الكل التحكيم "غير العادل" لهذا من يسمي نفسه بالحكم الدولي، و قدم دليلا قاطعا على نفسه أولا و على الكاف ثانيا، أن كرة القدم في القارة السمراء لازالت بعيدة عن المنافسات النزيهة و الكرة النظيفة، و الروح الرياضية، و لازالت الكان الإفريقية تباع و تشترى في المقاهي و غرف الفنادق.
و هذا ما وقف عليه عشاق الكرة المستديرة يوم الاعتداء المصري الغاشم على البعثة الجزائرية فور وصولها للعاصمة القاهرة ليلة 13 نوفمبر 2009، و فضلت الاتحادية الدولية لكرة القدم الصمت على تطبيق القانون و النظام المعمول به.
و لكل تأكد من تواطؤ بلاتير مع سمير زاهر، و أكد على أن الفراعنة يتوجون بلقب الكأس الإفريقية في كل مرة بطرق غير رياضية، و لم يكسبون يوما باللعب و القدرة الفنية، بل دوما بالتواطؤ مع الحكام و الكاف.
كما أن الكنفيدرالية الإفريقية التي ما هي في الحقيقة إلا هيئة مصرية، تتحرك بأوامر المسؤولين المصرين، و ستفهم الأمم الإفريقية بأن الكان ما هي إلا منافسات مصرية مصرية، و مشاركتهم ما هي إلا مسرحا و تمثيلا على الجميع، حيث تأتي بهم الكاف تحت راية المنافسات الرياضية لتتلاعب بسمعتهم و شرفهم، على يد حكام مثل الحكم البينيني، الذي لم تخسر معه مصر أي مباراة منذ سنوات.
و لكن في الأخير، يجب أن يحي 36 مليون جزائري ما قدمه المنتخب الوطني، و يجب أن يواصل تشجيعه لأبناء الشيخ رابح سعدان، الذين واصلوا معركتهم بشرف أمام الفراعنة، بالرغم من كل شيء، و رغم الإصابة و الإحساس بالظلم من التحكيم، إلا أنهم خاضوا مباراتهم بمهارة، و خرجوا من نهائيات الكان بشرف و ليس مثل المصرين الذي تأهلوا إلى النهائي بالعار و على حساب عناصر جاؤوا للعب و ليس لشراء الذمم، لأن الجزائريين لا يقبلون بيع أنفسهم فلا يقبلون شراء ذمم الآخرين، و العكس صحيح بالنسبة للمصريين المعروفين ببيع أنفسهم و أعراضهم بجنيه، فلهذا يقبلون على شراء ذمم الآخرين