بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرٌ من الناس يتساءل: لماذا ابتليتُ أنا بأمر معين، وربما -لا قدر الله- لا يصبر على هذا الابتلاء، ولكن السبب أن الإنسان لا يعرف أين الخير وأين الشر فيما وقع عليه من ابتلاء، أما من يصبر فيتضح له بعد ذلك حقيقةُ الابتلاء، وما جر عليه من خير في الدنيا، وما سيحظى به من أجر ودرجة رفيعة عند الله عز وجل إذا صبر في الآخرة، ولعلنا نأخذ من قصة الفراشة عبرة ودرسًا لنا في حياتنا نصل فيه إلى أهمية الابتلاء في حياتنا.
تقول القصة:
ذات يوم ظهرت فتحة في شرنقة عالقة على غصن.
جلس رجل لساعات يحدِّق في الفراشة الصغيرة.
فجأة وهي تجاهد في دفع جسمها من فتحة الشرنقة توقفت الفراشة عن التقدم.. يبدو أنها تقدمت قدر استطاعتها، ولم تستطع أكثر من ذلك.
... حينها قرر الرجل مساعدة الفراشة، فاخذ مقصاً وفتح الشرنقة.
... خرجت الفراشة بسهولة.
لكنَّ جسمها كان مشوهاً وجناحيها منكمشان.
ظَلّ الرجل ينظر متوقعاً في كل لحظة أن تنفرد أجنحة الفراشة، وتكبر وتتسع.
.. وحينها فقط يستطيع جسمها الطيران بمساعدة أجنحتها.
لكن لم يحدث شيء من هذا.
في الحقيقة لقد قضت الفراشة بقية حياتها تزحف بجسم مشوّه وبجناحين منكمشين.
ولم تنجح الفراشة في الطيران بعد ذلك.
لم يفهم الرجل -مع طيبة قلبه ونيته الصالحة- أن الشرنقة المضغوطة وصراع الفراشة للخروج منها، كانا من إبداع خلق الله لضغط سوائل معينة من الجسم إلى داخل أجنحتها، لتتمكن من الطيران بعد خروجها من الشرنقة.
أحيانا تكون الابتلاءات هي الشيء الضروري لحياتنا..
لو قدّر الله لنا عبور حياتنا بغير ابتلاء أو صعاب لتسبب لنا ذلك في الإعاقة، ولما كنا أقوياء كما ينبغي أن نكون، ولما أمكننا الطيران.
فهل فهمنا من قصة الفراشة أننا إذا لم نمر بالابتلاء لما تمكنا من الطيران والتحليق في سماء الحياة؟
إسراء البدر