راودتني العديد من الأسئلة المحيرة حول مقولة «سكر تمك بتنحف أو سكري تمك بتنحفي!» ولعلني أقول بأننا قبل أن نشير إلى إتباع سياسة مثل هذه، يجب علينا أن نتعرف على مسببات زيادة الوزن والسمنة،
إذ يقترن وزن الجسم بوجود فائض من الطاقة في جسمنا، وتظهر صورة هذا الفائض على شكل زيادة الوزن أو السمنة.
وحتى يتم السيطرة على هذا الفائض من الطاقة، ينبغي علينا معرفة السبب وراءه، فقد يكمن السبب في إختلال توازن الطاقة في جسمنا نتيجة لمزيج من عدة عوامل، من ضمنها حالتنا الفسيولوجية والنفسية والطبية،
تناولنا لبعض الأدوية (مثل الهرمونات، وأدوية العلاج النفسي)، سلوكياتنا الفردية، العوامل البيئية المحيطة، والوراثة.
وهنالك فترات حرجة خلال مسيرة حياتنا التي تؤثر بدورها على زيادة الوزن و تطورها إلى السمنة، وتشمل: حياة الجنين في بطن الأم، الطفولة المبكرة، البلوغ، الحمل وتكرار الحمل، وفترة انقطاع الطمث.
ويلعب جهازنا العصبي وهرمونات جسمنا دورا مهما في توازن الطاقة وتنظيم الوزن في جسمنا، بينما تؤثر بيئتنا المحيطة ومفاهيم أسرتنا ومجتمعنا وثقافتنا على تنمية أسس ما نتناوله من طاقة متمثلة بصورة وزن صحي أو بصورة زيادة الوزن والسمنة.
فالعديد منا لديهم حقيقة مشاكل مع اختيار الكمية المناسبة من الطعام، والبعض الآخر لديه مشاكل في إختيار نوعية الغذاء المناسبة، فيأتي حل هذه المشاكل بغرس مفاهيم تبدأ بالأساس في بيئتنا الأسرية.
ويشير واقع الحال إلى عكس ذلك إذ أن العديد من وجباتنا تؤكل في بيئة بعيدة عن المنزل والأسرة، أو تؤكل في أوقات في المنزل لا توفر البيئة الأسرية.
ويفتقر العديد منا إلى المعرفة اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة في صحة أوزاننا فهنالك من يتمنى المرض لتحقيق النحافة بدلا من تحقيق الوزن الصحي وكسب الصحة معا.
وينبغي أن تكون إدارتنا لوزن جسمنا ضمن برنامج شامل ومتغير يحتوي على إستراتيجيات متعددة ومرنة لعلاج سلوكنا الغذائي من أجل تحقيق أقصى استفادة.
ويأتي من ضمن هذه الإستراتيجيات: تحليل وضعنا الحالي لمعرفة المشاكل والمسببات، كسب تأييد ودعم البيئة الأسرية بصورة إيجابية مع إشراكها في خلق العادات الصحية والتوجيه والقدوة،
التعلم على مباديء الرقابة الذاتية، وكيفية التعامل مع الضغوطات والإجهاد، والسيطرة على العوامل المحفزة لسلوكيات معينة، وتوفير الدعم الاجتماعي الإيجابي.
ويعتقد العديد منا بأنهم يمتلكون الحق في التحكم بسلوكنا وتأديبنا لسلوكنا الغذائي من خلال نهج «سكر تمك.» ومرارة الأمر بأننا لا ندرك مدى تأثير تعليقاتنا،
ومعتقداتنا لأن إتباعنا لسياسة «سكر تمك» هي بمثابة عملية علاج للأعراض وليس للأسباب، مما يجعل منها عملية مؤقتة غير دائمة، بل في بعض الأحيان مدمرة لم تخلق معها من شعور بالفشل والإحباط والعدائية لوزن الجسم
فاستمرار تدخلنا وإدراكنا السلوكي هو خط الأساس الذي يحول دون العودة الى الفائض من الطاقة والزيادة في الوزن.